خوف ورجاء

خوف ورجاء
كان قلبها مشرعا لنوافذ الإرهاب، لكل رياح التهديد وفزاعات البرية، ولكل يد خفية قلبت شغاف قلبها وحلت محل الأوردة والشرايين لينبض قلبها خوفا وألما وحزنا يهيم في صحراء أحاسيسها، ليحيل النبض إلى طنين مزعج ينذر بالخراب.
كانت خطوة واحدة نحو النهاية، لتنكسر قواعدها ويخر بنيانها.
ولكنها قررت أن تكون هذه الخطوة عكسية باتجاه النوافذ، وبكل عزمها أغلقت النوافذ، فقطعت اليد وصدت كل الفزاعات، سدت كل الثغرات، فاستقر النبض واختفى الطنين، وسكنت بطينتاها.
لم تكن خطوة عشوائية بل بعد إدراك أن هذه اليد كانت يدا شيطانية، بعد أن سيطرت بالخوف على كيانها، وأنستها أن لا خوف إلا من عذاب الله، وأن ذكر الله هو سبيل التحرر.

لجمت خوفها وفتحت ستائر النور، لتنير كل الأرجاء، حتى وصل الضوء أماكن كانت قد أصابها العفن.
 حينها تبدل كل شيء.
هناك أصبح بدل الخوف رجاء، وبدل الحزن أملا وتفاؤلا، وبدل الألم حبا ورحمة.
الآن ذاقت طعم السكينة والسعادة، فأرسل القلب إشارات لعقلها ليبدأ برنامجا جديدا.
برنامجا يبدأ بالاستغفار وينتهي بالرضا، يرسخ معان أخرى تتضمن ولاية جديدة تمسك بحبل الله، فيد الله أعظم قوة، وقدرة لا تفوقها أخرى.
واملها أن تبلغ المنتهى ويحل الرضا فتدخل تحت أستار المولى فيمن قال فيهم:

{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق