على نقرات التانغو

علی نقرات التانغو


جلس زوجها علی الكنبة عائدا من عمله ..كان يهم بالذهاب للنوم .. عندما قررت ألا تطوي هذه الليلة قبل أن تفرغ مكنونات قلبها ..ولكن كيف ستخبره ؟؟ تذكرت خلافات الليلة الماضية والتي قبلها ..بل خلافات كل ليلة...أخيرا تمكنت من أخذ قرار..وهو الرحيل ..هل سيدعها تذهب هكذا بلا عناء؟؟ ..هل سيكون هادئا ؟؟ أم ستتحمل صياحه لليلة أخری..آه كم اشتاقت للهدوء ..
ثم فجأة قالت له ..عزيزي لما لا نرقص التانغو ..هيا سنختم بها هذه الليلة ..نظر متعجبا ..ماذا ؟؟ قالت لقد اشتقت أن أرقصها ..هيا لن أتعبك ..سأكون بطيئة لأواكب حركتك ..ثم بعد جهد قام ..حركت الموسيقی ..فمد يده والتقط يدها ..قالت يا عزيزي هكذا بدأت حياتنا ..عندما طلبت يدي من والدي فضحك ..لم يدرك مغزی الكلام عندها ..ثم انتقل للحركة الأخری واقترب منها وشدها لصدره ..قالت وهكذا كنا في بداية حياتنا بهذا القرب...كانت حياتنا لوحة رومنسية جميلة..تعمق بوجهها متذكرا الماضي ..ثم انتقل للحركة التالية ليبتعد قليلا قليلا ..وظل ممسكا يدها ..فقالت أما الآن فهذه حياتنا ..إنما هو ارتباط ظاهر ..هذه اليدان المتماسكتان هي آخر المطاف قبل الافتراق ..فهم ما تريد ..إذ أن الحركة التالية كانت الابتعاد والدوران بعيدا ..لكنه ظل ممسكا يدها ..حاولت أن تفلت يدها فلم تستطع ..
قال يا عزيزتي كنت دائما أعول علی قوة تحملك ..وكم كنت سندا لهذا البيت..كنت أنا من أتفلت وكنت أنت من يشد علی يدي ..هل تظنين أنني سأدعك الآن تنفلتين من يدي ؟؟ حان دوري الآن ..سأتمسك بك ولن أدعك تهربين
أجابت ولكن أنا تعبت ..من الجدال والكلام والثرثرة . والأكثر من صياحك..فشدها مرة أخری لقلبه قائلا ..لو بقينا بهذا القرب ..لن ندرك معناه إلا بعد فسحة ثم أبعدها قليلا لتدور ثم قربها..هذه الفسحة لندرك ما فقدنا ..لا بد أنني تغيرت مع هذه السنين ..كم روضتني وقد كنت أهوجا والآن هي بعض تنفيسات تخبو كل يوم..تأكدي ..سيأتي يوم لن تسمعي فيه صوتي سنكون رحلنا عن هذه الحياة ..ولكن أفضل أن يأتي وأنا بجانبك ..ما لبثت أن امتلأ وجهها بالدموع ..حقا هي لا تريد الافتراق ..إنما تحتاج بعض الفسحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق