جسر الذكريات
بسم الله الرحمن الرحيم
يقبع هناك في الذاكرة فائض من الألم المشوب
بأعباء الماضي يتحدر بعمق في حنايا الأحاسيس يتغذى من الندم والغضب ولوم للنفس
أكثر منه للآخرين ..يفسد علينا التمتع في لحظات الصفاء ..تلمع فجأة فكرة من الماضي
تنساب بين لحظات البهجة لترهق أفكارنا ...تعوق تقدمنا وتخدم زيادة القلق ونعجز عن
دفعها حتى تتحكم بنظرتنا للأمور ..ونتمنى لو أمكن أن نعزلها ونحجر عليها ولكنها
تبقى هناك..
كجسر
تعبر عليه لتصل بر الأمان فتعصف الرياح ويهتز وتظن أنك لا محالة واقع فوق كومة شوك
..
وفي خضم الذكريات أتمنى لو كان هناك مصل
لفقدان بعض هذه الذاكرة أو تعويذة لمنع التفكير ..أنسى أحداثا أو أشخاصا سببوا هذا
الكم من الألم ..
الحقيقة أنني بحثت عنه ..سمعت عن تعويذة
النسيان في مكان ..ثم توقفت عندما تذكرت أن هذا الألم أنتج إيمانا يفيض بقوة
التمسك بحبل الله وأعطاني العزيمة لمواجهة هذه الصعاب التي تشكلت لأكون بهذه
العزيمة لصد العوائق والعقبات ..
وتذكرت أنني سأنسى هذا الإيمان بالمعية وأنسى
لحظات لا تعوض ببقية العمر ..وقد ينقلب الإيمان إلى ضعف ولا مبالاة وقلة صبر
..سأنسى دروس الحياة التي تمنعني من الوقوع في الخطأ الآن وقد أكررها وأعود لنفس
النقطة مرة أخرى ..
عدلت عن فكرة النسيان لأنه سيعني ضياع
مقتنياتي الفكرية وقناعاتي ..
وكما سأنسى كرهي سأنسى محبتي وهي أغلى على
قلبي ..
علمت الآن أن أسباب الحياة أكثر وأعمق من كل
موروثات الحقد والألم ..وأسباب الشفاء تكمن بأسباب الشقاء ..منها يصدر الإلهام
والعطاء ..
سأتمسك بأحبتي وسأكمل بهم طريق السلام
الداخلي الذي سأشتقه من جذور الذكريات ..ليرثوا عبرة من كفاحي و يقيني أن لا يأس
مع الحياة ..
وأن الحب لن ينضب بل سينبض أبدا ليشع نورا في
طريق المحبين في الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق