بين موجتين٢

بين موجتين 2

اعترف أني ما زلت أتعلم ولم أبلغ قطرة في فيضان الدنيا المائج .. بل حتى لم أبلغ مدارك نفسي ..ما زلت أحاول سبر أغوارها. 
من أنا؟ لماذا أنا؟ متى وأين وكيف ينتهي العبء وأدرك سلامي الداخلي؟؟
 هل أنتظر النهاية؟؟ أم سأستسلم وأرمي أحمالي وأهرب؟؟؟
 وكأني أسبح في محيط ماء عظيم، وأتحرك مع التيار تارة  وضده تارة أخرى، وفوقي  أحمال ثقيلة أعجز عن تركها.. 
أبحث عن بحر أو بحيرة أو ميناء لأرسو وأضع أثقالي ..

ولكن .. ولا مرة نظرت للأسفل نحو العمق ..نحو النهاية..
 هذا الخوف الذي يقيدني، خوف من نهاية الأعماق ..
لا أعلم هل هي عميقة حقا؟ أم ضحلة؟ 
 أم أن النهاية مجرد هاجس يدفعني أن أبقي نفسي في المكان الأقرب للبر؟؟
تعلمت أن أستمر في السباحة في كل حال على أن أبتعد  عن الأمواج العالية حتى لا تقذفني حيث لا أدري، فقد لا أتمكن من العودة ..
وكلما تفاديت موجة فرحت وتفاخرت ..ثم أدرك أن اعتلاء الموجة هو الأصعب وليس تفاديها..
 وتذكرت ضعفي وقلة حيلتي ..لا بأس طالما لا زال بعض الجلد ..قد أتمكن يوما من اعتلاء موجة ..كل ما يهم هو أنني أستطيع التعلم ..المهم أن أستمر في الحركة ..
وكلما داخلني يأس وفكرت في التوقف تذكرت خوفي من الأعماق ..فالتوقف يعني الغوص نحو العمق ..نحو اللانهاية أو النهاية لا أعلم ..
وفي هذا الحوض العظيم أنهار تصب في المجهول ..وكما ابتعدت عن الموجات العالية.. وكما امتنعت عن النظر إلى الأعماق.. تفوقت في الابتعاد عن هذه المصبات..

لعلي أرسو على شاطئ الأمان في يوم..

 كيف يكون وضع الأثقال وكيف يكون عدم الشعور بالأعباء؟؟


سأستمر في ترديد بعض الأقاويل لنفسي..أنني سأبلغ البر يوما وفي يدي أحمالي التي كانت دافعي للصمود ..سأضعها وأستقر على الرمال الجافة ..كما حملتني محيطات نفسي سيحملني بر الأمان يوما ..لألقي بظهري عليه وعيوني ترمق الفضاء الرحب .. لن أضيق رحبا فكل ما على الأرض واسع كما خلقه الله لنا ..سمائي على مد البصر هذه حدودي وهذا هو إدراكي ..سأتفادى الحفر كما تفاديت الموجات العالية ..
سأبدأ هناك ..
ولن أخاف النظر للأسفل أوللأعلى .. إلى النهاية أو اللانهاية ...







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق