سورة البقرة
وردت قصة البقرة
في هذه السورة عندما طلب موسى عليه السلام من بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة بعد
سلسلة من العصيان والتمرد والجدال العقيم حتى عبدوا عجلا له خوار...أراد أن يطهر
نفوسهم بالإنفاق والإطعام ..لأنه يعلم أن هذه الأخلاق امتداد لشح نفوسهم ؛فلا يطهر
النفس من الشح كإطعام الطعام ..ومعلوم عن بني إسرائيل بخلهم وتعلقهم بالمال بشكل
شديد ..وكانت سورة البقرة أول سورة بعد الفاتحة وقد حملت عنوانا يرمز لإطعام
الطعام لأن هذه الخصلة هي محور الخلافة على الأرض التي وردت قصتها بنفس السورة ..هذا
الخليفة عليه أن يرعى أخيه الإنسان وهذا محور الخلافة ..رعاية البشر والقيام على
شؤونهم ..وحاجات الإنسان الجسدية هي المأكل أولا ثم تأتي حاجات أخرى أقل أهمية ..وكيف
للإنسان أن يعمر الأرض وبطنه خاوية
وطالما أن لعنوان
السورة نصيب من هدفها وموضوعها ...نرى مما ورد في هذه السورة سرد صفات المتقين ومن
صفاتهم أنهم {مما رزقناهم ينفقون} .. ثم بالمقابل ذكر صفات الذين كفروا والمنافقين
..ثم ذكر قصة خلق آدم وأكله من الشجرة ..لنعلم
أن شهوة الأكل هي أول فتنة قد تخرج البشر عن طاعة الله ..وخرج آدم من الجنة بسببها
..هذه الفتنة التي لا يبالي بها البشر هي من أعظم الفتن ..حتى قال رسول الله عليه
السلام "والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع" ..يموت الإنسان ولا
يتمنى من الدنيا إلا أن يعود فيتصدق وينفق ..
ولنعلم أن الله
ابتدأ القرآن بسورة الفاتحة وبها دعاء اهدنا السراط المستقيم ثم تلاها بسورة
البقرة ذكر أحب المهتدين إليه وهم المتقون الذين قال عنهم {ومما رزقناهم ينفقون}
وليس هذا محصور على تأدية الزكاة بل على الإنفاق من كل ما نملك..وعنون السورة برمز
للإنفاق وأحب الإنفاق إليه هو إطعام الطعام ولهذا سميت بالبقرة ..لأنها أفضل ما
نأكل وننفق ..لندرأ عن أنفسنا حب الشهوات والتعلق بالمال والدنيا ونطهر نفوسنا
بهذه الخصلة ..هي رمز للتقوى ولاتباع منهج الله وإعمار أرضه وحسن الخلافة فيها
عائشة الكيلاني