بسم الله الرحمن الرحيم
{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران16
ترك الذنوب هو أمر يتحداه كل مسلم ومسلمة سواء للذنوب كلها أو لذنب محدد بعينه .
هل سألنا أنفسنا لم لا نستطع أن نطوع نفوسنا على ترك الذنوب ؟؟ وهل هذه النفس التي نظن أننا نقدر عليها وهي في أحشائنا, هي التي تنتصر علينا بأبسط مرادنا للقرب من الله إلا من رحم ربي ؟؟ ما الذي يمنعنا من الاستمرار على التوبة والابتعاد عن الذنوب ؟؟؟
للإجابة علينا معرفة بعض المقدمات .
1- أننا إنما نتوب إلى الله عز وجل ولا نتوب للبشر ؛ فإن كان المراد عند خلع الذنب أن يرانا فلان أننا نحسن فلنعلم أننا زدنا ذنبا ؛وهو الرياء والنفاق ,وهو أكبر من أي ذنب آخر فهو شرك خفي .
2- أن هذا الذنب المحفور في نفوسنا قد طبع فيها لحب النفس له فلم نقترفه إلا بهوى اتبعناه {الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ},{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ}, كبر أو صغر حتى لو كان نظرة خفية لمن نظنه أقل حظا منا في الدنيا .
3- أن العلم بالذنب يدعوك تحديد ما تريد تركه من الذنوب وأن تبدأ بها حتى لا يختم بها على قلبك . {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
4- أن الإصرار على الذنب سيورث قسوة لن تنجو منها إلا بمضاعفة الجهود , والتوبة السريعة بعد الذنب أسهل على قلبك عند ترك الذنب . {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17, {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135
5- أن عبادة غير الله من هوى متبع : آباء ,أبناء ,أصحاب ,عائلة ومال إلخ من متع الدنيا؛ تصد عن التوبة فعلينا أن نتبرأ من كل إله إلا الله فقال عز وجل عن ملكة سبأ,{وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ }النمل43
وعلى ذلك إن فهمنا هذه الأمور وعزمنا على التوبة علينا أن نتبع ما يلي :
1- التوجه لله بالدعاء الصادق.
2- أن نحض القلب على حب ما ليس بحرام ونتعلق بأشياء لا تؤدي إلى الإدمان المكروه بل بأشياء حض عليها الشرع كرياضة مندوبة من سباحة وركوب خيل ورمي ,أيضا التعلق بأصحاب لا يساعدونا على فعل المنكر فعلى الأقل عندهم توجه لو متوسط لحب الله وسنته.
3- أن نتذكر ذنوبنا ولا نحاول نسيانها دون الاستغفار منها بكتابتها أو ذكرها داخليا كل فترة مع إبقاء نية تركها كلما سنحت لنا الفرصة والاستغفار عن الذنوب التي تركت ليس لتوبتنا بل لبعدنا عن الذنب مع الوقت.
4- الذنوب التي لم نتعلق بها بل نفعلها مجاملة أو تمضية للوقت علينا التحلل منها قبل الدخول بمرحلة العادة والهوى .
5- أن نجعل حبنا لأهلنا وأبنائنا لا يتعارض مع حب الله بأن نجعلهم معين لنا ونذكرهم بالحق حتى لا يضلونا ..{ وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}
6- أن نقدم الصدقات وننفق قدر المستطاع لنقوى بها على ترك ذنوبنا . {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15
7- الآن أهم نقطة والتي لا يعلمها الكثير ... أن ترك الذنب أول مرة وثاني وثالث إلى ما لا نهاية لا يعني عدم القدرة على الترك وأننا لو توقفنا عن التوبة سيورث القلب نفاقا أبديا وهؤلاء من قصدهم عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }النساء137 لأنهم ظنوا أن الله لن يغفر لهم فتوقفوا عن التوبة أو ظنوا أن الأمر سهل وسيتوب في وقت ثم ينسى الأمر فعلينا أن نبقيه شغلنا الشاغل .. فهذا برأيي مثل الحصول على دواء مضاد حيوي عند الدخول في المرض والذنوب هي مرض قلبي فعند أخذ المضاد سيسري المرض في الجسم بشكل مؤقت إلى أن تقاومه الكريات وتصنع له وقاية في الجسم هكذا القلب فإن النفس تقاوم ثم يجاهدها القلب إلى أن نتوقف عن الذنوب لأن النفس ستتعب من المقاومة .. فلو توقفنا بعد البدء بالدواء بحجة أن الدواء لم يكن سريع الأثر سينتكس الجسد ولن نقوى على العلاج وكلما اشتد المرض سيطول العلاج ولكن لابد من الاستمرار .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران16
ترك الذنوب هو أمر يتحداه كل مسلم ومسلمة سواء للذنوب كلها أو لذنب محدد بعينه .
هل سألنا أنفسنا لم لا نستطع أن نطوع نفوسنا على ترك الذنوب ؟؟ وهل هذه النفس التي نظن أننا نقدر عليها وهي في أحشائنا, هي التي تنتصر علينا بأبسط مرادنا للقرب من الله إلا من رحم ربي ؟؟ ما الذي يمنعنا من الاستمرار على التوبة والابتعاد عن الذنوب ؟؟؟
للإجابة علينا معرفة بعض المقدمات .
1- أننا إنما نتوب إلى الله عز وجل ولا نتوب للبشر ؛ فإن كان المراد عند خلع الذنب أن يرانا فلان أننا نحسن فلنعلم أننا زدنا ذنبا ؛وهو الرياء والنفاق ,وهو أكبر من أي ذنب آخر فهو شرك خفي .
2- أن هذا الذنب المحفور في نفوسنا قد طبع فيها لحب النفس له فلم نقترفه إلا بهوى اتبعناه {الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ},{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ}, كبر أو صغر حتى لو كان نظرة خفية لمن نظنه أقل حظا منا في الدنيا .
3- أن العلم بالذنب يدعوك تحديد ما تريد تركه من الذنوب وأن تبدأ بها حتى لا يختم بها على قلبك . {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
4- أن الإصرار على الذنب سيورث قسوة لن تنجو منها إلا بمضاعفة الجهود , والتوبة السريعة بعد الذنب أسهل على قلبك عند ترك الذنب . {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء17, {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135
5- أن عبادة غير الله من هوى متبع : آباء ,أبناء ,أصحاب ,عائلة ومال إلخ من متع الدنيا؛ تصد عن التوبة فعلينا أن نتبرأ من كل إله إلا الله فقال عز وجل عن ملكة سبأ,{وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ }النمل43
وعلى ذلك إن فهمنا هذه الأمور وعزمنا على التوبة علينا أن نتبع ما يلي :
1- التوجه لله بالدعاء الصادق.
2- أن نحض القلب على حب ما ليس بحرام ونتعلق بأشياء لا تؤدي إلى الإدمان المكروه بل بأشياء حض عليها الشرع كرياضة مندوبة من سباحة وركوب خيل ورمي ,أيضا التعلق بأصحاب لا يساعدونا على فعل المنكر فعلى الأقل عندهم توجه لو متوسط لحب الله وسنته.
3- أن نتذكر ذنوبنا ولا نحاول نسيانها دون الاستغفار منها بكتابتها أو ذكرها داخليا كل فترة مع إبقاء نية تركها كلما سنحت لنا الفرصة والاستغفار عن الذنوب التي تركت ليس لتوبتنا بل لبعدنا عن الذنب مع الوقت.
4- الذنوب التي لم نتعلق بها بل نفعلها مجاملة أو تمضية للوقت علينا التحلل منها قبل الدخول بمرحلة العادة والهوى .
5- أن نجعل حبنا لأهلنا وأبنائنا لا يتعارض مع حب الله بأن نجعلهم معين لنا ونذكرهم بالحق حتى لا يضلونا ..{ وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}
6- أن نقدم الصدقات وننفق قدر المستطاع لنقوى بها على ترك ذنوبنا . {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15
7- الآن أهم نقطة والتي لا يعلمها الكثير ... أن ترك الذنب أول مرة وثاني وثالث إلى ما لا نهاية لا يعني عدم القدرة على الترك وأننا لو توقفنا عن التوبة سيورث القلب نفاقا أبديا وهؤلاء من قصدهم عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }النساء137 لأنهم ظنوا أن الله لن يغفر لهم فتوقفوا عن التوبة أو ظنوا أن الأمر سهل وسيتوب في وقت ثم ينسى الأمر فعلينا أن نبقيه شغلنا الشاغل .. فهذا برأيي مثل الحصول على دواء مضاد حيوي عند الدخول في المرض والذنوب هي مرض قلبي فعند أخذ المضاد سيسري المرض في الجسم بشكل مؤقت إلى أن تقاومه الكريات وتصنع له وقاية في الجسم هكذا القلب فإن النفس تقاوم ثم يجاهدها القلب إلى أن نتوقف عن الذنوب لأن النفس ستتعب من المقاومة .. فلو توقفنا بعد البدء بالدواء بحجة أن الدواء لم يكن سريع الأثر سينتكس الجسد ولن نقوى على العلاج وكلما اشتد المرض سيطول العلاج ولكن لابد من الاستمرار .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69